لماذا تتفوّق التدوينات القصيرة على الإنترنت؟

هذه المقالة تجيب عن السؤال لماذا تتفوّق التدوينات القصيرة على الإنترنت؟
لم يعد الناس يقرؤون التدوينات كما في السابق.
إنهم يتصفحون بسرعة، يمرون على النصوص بعجالة، ويتناولون المحتوى كما لو أنه وجبة خفيفة.
فإذا كان كاتب المدوّنة لا يزال يُنتج مقالات من 1000 كلمة وكأنها أطروحة دكتوراه عن الإمبراطورية الرومانية، فقد خسر بالفعل 90٪ من جمهوره المحتمل.
ما الذي ينجح حاليًا في التدوين؟
المدوّن الناجح اليوم يعتمد على:
- فقرات قصيرة: من جملة إلى ثلاث على الأكثر.
- عناوين فرعية واضحة: تُنظّم النص وتثير الفضول.
- قوائم نقطية: لتسهيل القراءة السريعة.
- نص غامق للتأكيد: كي تبرز النقاط المهمة.
- رشّة من الدعابة: لأن القارئ إنسان، لا ملف PDF.
اختبار التمرير
من الحيل البسيطة التي يعتمدها المدون قبل نشر أي شيء: التمرير كقارئ كسول.
إذا لم يستطع أن يفهم محتوى المقال وهو يمرّ بسرعة عليه دون قراءة دقيقة، فهذا يعني أن التنسيق بحاجة إلى تعديل.
هل يمكن لشخص أن يمرّر المقال ويستوعب فكرته؟
- إن كانت الإجابة نعم: ممتاز.
- وإن كانت لا: وجب التحرير.
حتى إن كان ذلك يؤدي إلى تقليل مدة القراءة (كما في منصة Medium مثلًا، حيث الوقت يُترجم إلى مال)، فإن التنسيق الجيّد يجلب القارئ للعودة لاحقًا.
ما يُحبّه القارئ في أسلوب التدوين
1. الإيجاز بروح مرحة
أفضل المقالات هي التي تقول الكثير بأقل عدد من الكلمات.
لكن هذا لا يعني الجفاف.
يجب أن تحمل الجمل نكهة، خفة، وربما تشبيهًا طريفًا:
“التسويق ما هو إلا علم النفس مرتديًا سترة بغطاء رأس.”
جملة واحدة. فكرة واضحة. بأسلوب ممتع.
2. هيكل واضح كعظم الترقوة
الكتابة الجيدة منظمة. هناك بداية، وسط، ونهاية.
وكل جزء يعرف وظيفته.
أمثلة على هياكل فعالة:
- قائمة مفيدة حقًا (وليست حشوًا).
- نموذج: “مشكلة → حل → نهاية صادمة”.
- قصص قصيرة أو تشبيهات تبقي القارئ يقظًا.
3. تنسيق بصري مريح
المدونات الجيدة تبدو جذّابة من الوهلة الأولى:
- عناوين بارزة.
- فقرات قصيرة.
- فراغات بيضاء للراحة البصرية.
- وربما حتى رمز تعبيري خفيف.
الأمر لا يتعلق بالبهرجة. بل بتسهيل القراءة.
4. الدعابة الخفيفة
لا أحد يبحث عن عرض كوميدي في مدونة، لكن القليل من الطرافة يصنع فرقًا.
تشبيهات طريفة، عناوين فرعية ساخرة، أو حتى تعليق ذاتي لاذع.
أمثلة:
“البساطة رائعة، حتى تدرك أن الكرسي الوحيد لديك يعاني من آلام الظهر.”
“تحسين محركات البحث يشبه المواعدة: كن مثيرًا، منتظمًا، ولا تكدّس الكلمات المفتاحية في شخصيتك.”
إمكانية التصفّح السريع أصبحت ضرورة
نحن نعيش في زمن القراءة المتقطعة.
يريد القارئ أن يقتنص الفكرة، ويتابع حياته.
ولتحقيق ذلك، يجب أن تكون التدوينة:
- مليئة بالنقاط الواضحة.
- تحتوي على نصوص بارزة للنقاط المهمة.
- مقسّمة إلى أجزاء صغيرة سهلة الهضم.
- خالية من كتل النص الكبيرة.
يُفضّل أن تُكتب وكأن القارئ يطالعها في طابور السوبر ماركت، محاولًا تجنّب التواصل البصري مع أمين الصندوق.
اختبار فنجان القهوة
أحد اختبارات الكاتب الذهنية المفضلة:
“هل سأستمتع بقراءة هذا المقال وفنجان قهوتي في يدي، وأنا شبه نائم ومزاجي متقلب؟”
إن كانت الإجابة نعم — يُنشر.
وإن كانت “ربما لاحقًا” — يُعاد التحرير والتكثيف، مع الحفاظ على المتعة.
قالب التدوينة القصيرة
هيكل يُستخدم كثيرًا:
- مقدمة جذابة — فكاهة أو موقف قصير.
- لماذا هذا مهم؟ — في أقل من ثلاث جمل.
- الفكرة الأساسية — تعليم أو فائدة بلا حشو.
- قوائم أو خطوات — لجعل المحتوى سهل الهضم.
- خلاصة — شيء قابل للتطبيق أو للتذكّر.
- خاتمة — قصيرة أو تترك أثرًا.
الخلاصة
لو لُخّص الأسلوب المثالي للتدوين بكلمات قليلة، فسيكون:
دقيق. ممتع. منظم.
أسلوب يحترم وقت القارئ وذكاءه.
يعلم دون تلقين. ويُمتع دون إسراف.
قد لا يستطيع الكاتب دائمًا التقيّد بهذا النمط، لكنه يسعى إليه دائمًا.
الخلاصة المختصرة (TL;DR):
وإن لم ينجح كل شيء… سلّط الضوء على الأجزاء المضحكة. على الأقل، ستكون مضحكًا!
التدوين القصير > المقالات الطويلة المتعبة.
استخدم القوائم، الدعابة، والعناوين.
اجعل المحتوى قابلًا للتصفح السريع.
لا تُفرط في التعقيد، وتجنّب الحشو.
عامِل القارئ كصديق ذكي مشغول.