عبقري عمره 21 عامًا حقق 400 ألف دولار شهريًا خلال شهرين فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي

عبقري عمره 21 عامًا حقق 400 ألف دولار شهريًا خلال شهرين فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي
في عالم ريادة الأعمال والتقنية، لا يحدث كثيرًا أن يبرز شاب في الحادية والعشرين من عمره ليُحدث ضجة عالمية ويحوّل فكرة جريئة إلى شركة تحقق مئات آلاف الدولارات شهريًا. هذا ما فعله روي لي، أحد أكثر روّاد الأعمال الشباب إثارة للانتباه اليوم.
في هذا المقال، نستعرض رحلته الاستثنائية، من الطرد من الجامعة إلى بناء شركة تحقق أرباحًا مذهلة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
البداية: الطرد من الجامعة بسبب أداة ذكاء اصطناعي مثيرة للجدل
كان روي طالبًا في جامعة كولومبيا عندما ابتكر أداة تُدعى Interview Coder، وهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلاب في اجتياز مقابلات التوظيف التقنية.
تتيح الأداة للمستخدم أن يحصل على إجابات واقتراحات من الذكاء الاصطناعي أثناء مقابلات البرمجة المباشرة عبر Zoom أو Google Meet، دون أن يلاحظ الطرف الآخر.
ببساطة، كان يبدو أن الطالب يُفكر ويكتب الكود بنفسه، بينما في الواقع ينسخ ما تقترحه له الأداة.
روّج روي لهذه الأداة على منصات التواصل، مما أثار موجة من الجدل.
تم حظره من قِبل شركات التقنية، وسُحب منه عدد من عروض العمل، وانتهى الأمر بطرده من الجامعة.
لكن ما كان يبدو “نهاية” تحول إلى بداية استثنائية — حيث استغل روي الجدل الإعلامي لتسويق منتجه، ووصلت أرباحه إلى 100 ألف دولار شهريًا خلال 36 يومًا فقط.
التطور: من أداة للمقابلات إلى مفهوم شامل للغش المدعوم بالذكاء الاصطناعي
رأى روي أن فكرة “الغش بالذكاء الاصطناعي” يمكن أن تتجاوز حدود مقابلات العمل.
فسّرها ببساطة: لماذا لا يستخدم الناس الذكاء الاصطناعي في اجتماعات العمل؟ أو حتى في المواعيد الغرامية؟
هكذا وُلدت فكرة تطبيقه الجديد: Cluely، تحت شعار استفزازي:
“غش في كل شيء!”
التطبيق يعمل على سطح المكتب ويراقب محتوى الشاشة والصوت، ليقترح في الوقت الحقيقي إجابات أو ردودًا ذكية — كل ذلك دون أن يُلاحظ من حولك.
قد يبدو الأمر “غير أخلاقي”، لكن روي استخدم الجدل كوقود لتوسيع دائرة الاهتمام بمنتجه.
فيديو الإطلاق: تحفة تسويقية
فيديو الإعلان عن Cluely كان عبارة عن مشهد ساخر لرجل يرتدي نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يستخدمها في موعد غرامي.
الفيديو كان قويًا، ساخرًا، صادمًا… ومثاليًا للترويج الفيروسي.
حقق الفيديو 13 مليون مشاهدة، وأعاد رسم صورة العلامة التجارية Cluely كمنتج جريء ومختلف.
روّج روي لمبدأ واضح:
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو مرحلة جديدة في تطور البشرية.
من وجهة نظره، من يتقن استخدامه، هو من سيملك المستقبل.
منهجيته في التسويق: أكثر من مجرد فيديوهات
العبقرية الحقيقية في نجاح روي لا تكمن فقط في الفكرة أو الأداة، بل في الطريقة التي قدّم بها نفسه للعالم.
1. الترويج عبر المؤثرين
بدلاً من الاعتماد على المؤثرين الكبار، تواصل روي مع مؤثرين صغار على TikTok وInstagram، وطلب منهم إنشاء فيديوهات ترويجية مقابل أجر ثابت (20–40 دولارًا للفيديو) ومكافآت حسب عدد المشاهدات.
كانت مكافآته كالتالي:
- 500 دولار إذا تجاوز الفيديو 500 ألف مشاهدة
- 1,000 دولار إذا تجاوز مليون مشاهدة
هذه الطريقة سمحت له بالوصول إلى ملايين المشاهدين بسرعة وبتكلفة منخفضة.
2. إعلان توظيف مثير للجدل
نشر روي إعلانًا يبحث فيه عن 50 متدربًا في الصيف، بأجر 50 دولارًا في الساعة — رقم مرتفع جدًا من منظور الشركات الناشئة.
لم يُحدد الوظيفة بدقة، مما زاد من الفضول والاهتمام الإعلامي.
وفي النهاية، كانت الوظائف الفعلية تتعلق بتحليل البيانات والتسويق.
3. حفلة “ما بعد Y Combinator”
نظم روي حفلة خاصة للمشاركين في فعالية Y Combinator، وكانت بدعوات حصرية فقط.
هدفه كان واحدًا: جعل الجميع يتحدثون عن Cluely باعتبارها “الشركة التي نظمت أفضل حفلة”.
التسويق غير المباشر هذا كان فعالًا في بناء الانطباع العاطفي وربط العلامة التجارية بالشباب والجرأة.
تمويل قوي من كبار المستثمرين
رغم أن مشروعه السابق Interview Coder تموّل ذاتيًا، فإن Cluely اتخذ مسارًا مختلفًا.
نجح روي في جمع 5 ملايين دولار في البداية، ثم حصل مؤخرًا على تمويل جديد بقيمة 15 مليون دولار من شركة رأس المال الجريء الشهيرة a16z.
هدفه الآن هو تحويل رؤيته إلى أدوات ذكية شاملة، وربما أجهزة ملموسة في المستقبل.
فلسفته: السيطرة على العقول أولًا
يؤمن روي أن المنافسة لم تعد فقط على تقديم أفضل تقنية، بل على من ينجح في الاستحواذ على اهتمام الجمهور وذاكرته.
وهو يقولها بوضوح:
“في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد بناء منتج جيد هو التحدي.
التحدي الحقيقي هو كيف تجذب انتباه الناس وتترك بصمة في عقولهم.”
لهذا، يسعى لبناء ما يسميه الذاكرة الجمعية حول منتجه — بأن يصبح Cluely حديث الناس على طاولة الغداء، وليس مجرد منتج تقني عابر.
هل سيهزمه عمالقة الذكاء الاصطناعي؟
سؤال منطقي: ماذا لو قررت شركات مثل OpenAI منافسته مباشرة؟
يجيب روي بأن عمالقة الذكاء الاصطناعي يعملون على بناء “العقل العام” (AGI)، وليس لديهم الوقت أو الرغبة في الدخول في المنافسة على مستوى التطبيقات اليومية.
بل يرى أن هذه الشركات الكبرى قد تستحوذ عليه يومًا ما بدلًا من منافسته، كما فعلت OpenAI سابقًا مع تطبيقات مشابهة.
خلاصة
ما فعله روي لي في عمر 21 عامًا لا يمكن وصفه إلا بـ”العبقرية التسويقية”.
هو لا يقدّم مجرد منتج تقني، بل يبني رؤية جديدة لعصر ما بعد الذكاء الاصطناعي.
سواء اتفقت معه أو اختلفت، لا يمكن تجاهل الأثر الذي يتركه.
ربما لا يكون أفضل مهندس.
لكنه بكل تأكيد، واحد من أذكى المسوّقين في جيله — وربما رمز لجيل جديد من المؤسسين الذين يفكرون من خلال الخوارزميات، ويعرفون تمامًا كيف ينتصرون في معركة الانتباه.