شرح درس من الادب الاندلسي لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

نقدم لكم شرح درس من الادب الاندلسي لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

يُعدّ ملف ” من الأدب الأندلسي.pdf” مادة تعليمية شاملة أعدّها الأستاذ عبد الله بن خلفان السناني، وهو معلم أول لغة عربية، استنادًا إلى منهج الصف الثاني عشر الصادر عن وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان للعام الدراسي 2022/2023م. يهدف هذا الملف إلى تعريف الطالب بالأدب الأندلسي في سياقه التاريخي والثقافي، وإبراز ملامحه الفنية في الشعر والنثر، من خلال عرض منظم يجمع بين المعلومات التاريخية والتحليل الأدبي.

رابط تنزيل شرح درس من الادب الاندلسي لمادة اللغة العربية للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

يبدأ الملف بمقدمة تاريخية توضّح المراحل السياسية للحكم العربي في الأندلس التي امتدت قرابة ثمانية قرون، بدءًا من الفتح الإسلامي بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، وصولًا إلى سقوط آخر ممالك المسلمين في غرناطة.
يُقسّم الملف هذه المراحل إلى ست فترات رئيسية:

  • عهد الولاة (95–170هـ): وهو عهد البدايات الذي شهد توسع العرب في شبه الجزيرة الإيبيرية.
  • الدولة الأموية (138–422هـ): أسسها عبد الرحمن الداخل الذي جعل قرطبة عاصمة للدولة الأموية بالأندلس، فشهدت البلاد في عهده وعهد حفيده عبد الرحمن الناصر ازدهارًا حضاريًا وثقافيًا واسعًا.
  • ملوك الطوائف (402–536هـ): انقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة مستقلة مثل الدولة الزيرية في غرناطة والعبادية في إشبيلية، ما أدى إلى ضعف الوحدة السياسية رغم استمرار النشاط الأدبي.
  • دولة المرابطين (484–539هـ): أسسها يوسف بن تاشفين الذي استُدعي من المغرب لإنقاذ الأندلس من خطر الفرنجة.
  • دولة الموحدين (539–667هـ): أسسها محمد بن تومرت المتأثر بتعاليم الإمام الغزالي، وشهدت ازدهارًا فكريًا ودينيًا.
  • دولة بني الأحمر (697–929هـ): وهي آخر دولة إسلامية في الأندلس، عاصمتها غرناطة، وانتهت بسقوطها وتسليم أبي عبد الله الصغير مفاتيح قصر الحمراء للملوك الكاثوليك.

بعد العرض التاريخي، ينتقل الملف إلى دراسة الشعر الأندلسي من حيث نشأته واتجاهاته وخصائصه.
يُبين أن نشأة الشعر الأندلسي ارتبطت بثلاثة محاور رئيسية:

  1. مجالس المؤدبين حيث كان الشعر وسيلة للتعبير الأدبي والتربية اللغوية.
  2. مجالس الغناء والطرب التي أسهمت في تطوير الإيقاع الموسيقي للشعر.
  3. البيئة الثقافية والعمرانية التي شجعت على الإبداع والتجديد.

أما اتجاهات الشعر الأندلسي، فقد تبلورت في تيارين رئيسيين:

  • اتجاه تقليدي محافظ التزم بطريقة العرب القدماء في بناء القصيدة من حيث الوزن والقافية والموضوع.
  • اتجاه محدث مبتكر أدخل التجديد في الألفاظ والصور والأوزان، ومن أبرز مظاهره ظهور الموشحات التي مثّلت ثورة فنية في الشكل الموسيقي للشعر العربي.

ويشرح الملف أن التقليد والمحاكاة للأدب المشرقي كانت سمة بارزة في بدايات الشعر الأندلسي، بسبب تعدد الثقافات في الأندلس والاعتماد الفكري على بغداد كمركز إشعاع حضاري وعلمي. ومع مرور الوقت، بدأ الشعر الأندلسي يكتسب طابعه المحلي، مستمدًا إلهامه من جمال الطبيعة الأندلسية ورقة الحياة في مدن مثل قرطبة وغرناطة وإشبيلية.

ومن موضوعات الشعر الأندلسي البارزة:

  • وصف الطبيعة بما فيها من أنهار وبساتين وحدائق وقصور.
  • الغزل واللهو والمجون الذي يعكس حياة الترف والبهجة.
  • الزهد والرثاء، خصوصًا في المراحل الأخيرة من الحكم الإسلامي حين بدأت الممالك تسقط واحدة تلو الأخرى.
    وقد تميز الشعر الأندلسي بـ الخيال الرقيق، والصور المبتكرة، والموسيقى الشعرية العذبة التي تعكس تأثر الشعراء بالطبيعة الغنية والبيئة الجميلة.

أما التجديد الأبرز الذي شهده الأدب الأندلسي فهو فن الموشحات، الذي أحدث تحولًا كبيرًا في البنية الإيقاعية للشعر العربي، إذ اتسم بالتنوع الموسيقي والتقسيم الفني المنظم بين المطلع والأقفال والأدوار، وارتبط بالغناء والاحتفالات، مما جعله فنًّا يعبر عن الروح الأندلسية المرحة والذوق الجمالي الرفيع.

وفي مجال النثر الأندلسي، يوضح الملف أنه لم يقل أهمية عن الشعر، فقد تميز بـ الأسجاع الجميلة والإيجاز ودقة المعاني، وكان وسيلة للتعبير عن الفكر والثقافة والسياسة. ومن أبرز أعلامه:
ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد،
ابن شهيد صاحب رسالة التوابع والزوابع،
وابن حزم الأندلسي صاحب طوق الحمامة.
كما تألق في هذا العصر أيضًا ابن زيدون في رسائله الأدبية، وابن الأبار وابن رشد في الكتابة الفكرية والفلسفية.

ويُختتم الملف بقسم مخصص لـ الأسئلة العامة والمراجعة التي تهدف إلى تثبيت المعلومات، وتشمل موضوعات مثل مميزات وصف الطبيعة في الشعر الأندلسي، وأسباب تقليد الأدب الأندلسي للأدب المشرقي، والفنون الأدبية الجديدة التي تميز بها الأندلسيون مثل الموشحات.

يمثل هذا الملف مرجعًا متكاملًا لفهم الأدب الأندلسي من جوانبه التاريخية والجمالية والفكرية، ويُبرز كيف تحولت الأندلس إلى منارة حضارية امتزج فيها الفكر العربي والبيئة الأوروبية لتنتج أدبًا خالدًا ظل أثره واضحًا في الثقافة العربية إلى اليوم.

Visited 4 times, 1 visit(s) today

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *