سلطنة عُمان تستعد لإطلاق أحد أكبر الجسور الجوية الإغاثية إلى غزة

في خطوة تعكس التزام سلطنة عُمان الراسخ بالقضايا الإنسانية، أعلنت السلطنة اليوم عن استعداداتها النهائية لإطلاق جسر جوي إغاثي ضخم إلى قطاع غزة، يُعد واحداً من أكبر المبادرات الإقليمية في تاريخ الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني. يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في غزة، حيث يعاني أكثر من 2.3 مليون نسمة من نقص حاد في الغذاء والدواء، جراء الحصار والحرب المستمرة.

خلفية المبادرة: التزام عُماني تاريخي

تُعرف سلطنة عُمان دائماً بدورها الإنساني البارز، حيث ساهمت في العديد من العمليات الإغاثية الدولية، من اليمن إلى سوريا ولبنان. في سياق الأزمة الفلسطينية، كانت عُمان من أوائل الدول التي أدانت العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفقاً لتصريحات رسمية، فإن هذا الجسر الجوي يأتي استكمالاً لجهود سابقة شاركت فيها السلطنة، مثل عمليات الإنزال الجوي بالتعاون مع الأردن ومصر في فبراير 2024، حيث ساهمت طائرات عُمانية في إيصال أطنان من المساعدات الغذائية والطبية مباشرة إلى القطاع.

الجسر الجوي الجديد، الذي سيُطلق في غضون أيام قليلة، سيستمر لمدة 10 أيام على الأقل، ويشمل أكثر من 20 رحلة جوية يومياً باستخدام طائرات “سي-130 هيركوليز” وسلاح الجو السلطاني. سيحمل الجسر نحو 500 طن من المساعدات الإنسانية، تشمل مواد غذائية جافة، أدوية، معدات طبية، وأدوات دعم نفسي للأطفال والنساء. كما سيتم التنسيق مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لضمان توزيع المساعدات في جميع مناطق القطاع، بما في ذلك الشمال والوسط والجنوب.

تفاصيل الاستعدادات: جهد وطني ودولي

في تصريح خاص لـ”وكالة الأنباء العُمانية”، أكد الدكتور حمد بن سعيد الرئيسي، رئيس الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، أن “الاستعدادات تشمل تعبئة مستودعات في مطار سيب الدولي، بالتعاون مع الجيش العُماني والمنظمات الدولية. هذا الجسر ليس مجرد عملية نقل، بل رمز للتضامن العربي والإسلامي مع إخواننا في غزة”. وأضاف أن التبرعات الشعبية العُمانية بلغت أكثر من 2 مليون ريال عُماني في الأسابيع الأخيرة، مما ساهم في تعزيز حجم المساعدات.

تشمل الشراكات الدولية دولاً مثل الأردن، الإمارات، مصر، وقطر، مع إمكانية انضمام أوروبي مثل إيطاليا وفرنسا، كما حدث في عمليات سابقة. يُعد هذا الجسر الأكبر حجماً مقارنة بالمبادرات السابقة، حيث يفوق كمية المساعدات تلك التي نقلها الجسر الأردني في يناير 2025، الذي نقل 20 طناً يومياً لمدة 8 أيام. كما أن التركيز على الإنزالات الجوية المباشرة فوق غزة سيقلل من الاعتماد على المعابر البرية، التي غالباً ما تُعيقها الإجراءات الإسرائيلية.

الأثر المتوقع: تخفيف المعاناة وتعزيز الصمود

في غزة، حيث يواجه السكان مجاعة حقيقية وانهياراً للنظام الصحي، سيُمثل هذا الجسر خطوة حاسمة. وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يحتاج القطاع إلى 500 شاحنة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية، لكن الواردات الحالية لا تتجاوز 10% من ذلك. “هذه المساعدات ستُنقذ أرواحاً، خاصة الأطفال الذين يشكلون 50% من السكان”، قال الدكتور محمد الغزاوي، ممثل برنامج الأغذية العالمي في غزة.

Visited 16 times, 1 visit(s) today

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *