تقرير عن موقع البليد الاثري لمادة العالم من حولي للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول

نقدم لكم تقرير عن موقع البليد الاثري لمادة العالم من حولي للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول
الملف بعنوان “نموذج تقرير (٩) موقع البليد الأثري.pdf” هو نموذج تقرير مدرسي موجه لطلبة مادة العالم من حولي ضمن إطار رؤية عُمان التعليمية. يعرض التقرير نموذجًا متكاملًا لتقرير بحثي حول موقع البليد الأثري في محافظة ظفار، وهو من أهم المدن الإسلامية القديمة على ساحل بحر العرب، ويمثل شاهدًا بارزًا على تاريخ عمان التجاري والحضاري. يجمع التقرير بين المعلومات التاريخية والأثرية وبين التوجيهات التربوية الخاصة بطريقة إعداد التقارير، بما يعزز لدى الطالب مهارات البحث والتحليل والتعبير الكتابي المنظم.
رابط تنزيل تقرير عن موقع البليد الاثري لمادة العالم من حولي للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول
يتناول التقرير أولًا تاريخ وموقع مدينة البليد الأثرية، موضحًا أنها تقع حاليًا في منطقة الحافة بمدينة صلالة، وقد بُنيت على يد المنجويين في القرن الرابع الهجري، أي خلال العصر الإسلامي الوسيط. تبلغ مساحة المدينة حوالي 640 ألف متر مربع، مما يجعلها من أكبر المدن الأثرية الإسلامية في المنطقة. وتشير الدلائل الأثرية إلى أن الموقع كان مأهولًا منذ أواخر الألفية الخامسة وأوائل الألفية الرابعة قبل الميلاد، ما يعكس عمق الاستقرار البشري في المنطقة. وقد تعرضت المدينة للدمار وأُعيد بناؤها عام 1221م، لتتجدد حضارتها وتصبح مركزًا تجاريًا مهمًا في القرن العاشر الميلادي، مستفيدة من موقعها الجغرافي على طريق اللبان التاريخي.
يبرز التقرير الأهمية الاقتصادية والتجارية لمدينة البليد، التي ازدهرت بفضل تجارة اللبان، السلعة الثمينة التي اشتهرت بها عُمان منذ العصور القديمة. فقد كانت المدينة ميناءً نشطًا على ساحل بحر العرب، ترتبط تجاريًا مع موانئ الصين والهند والسند واليمن وشرق إفريقيا والعراق وأوروبا. هذا الدور التجاري جعلها مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا يجذب التجار والسفن من مختلف أنحاء العالم القديم، وأسهم في تطور فنون العمارة والإدارة فيها.
في جانب المعالم الأثرية والمنشآت المعمارية، يوضح التقرير أن مدينة البليد تتميز بفنونها المعمارية المتقدمة وتنظيمها العمراني الدقيق. فقد تضمنت المدينة الجامع الكبير الذي يُعد من أبرز معالمها، ويضم حوالي 144 عمودًا تشكل ثلاثة عشر صفًا، مما يعكس عظمة العمارة الإسلامية في تلك الحقبة. كما يذكر التقرير حصن البليد، الذي يقع شمال المسجد الكبير، وكان بمثابة مقر الحاكم ومركز السلطة. وتحيط بالمدينة أسوار دفاعية قوية مزودة بأربع بوابات رئيسية، وقد كشفت التنقيبات الأثرية عن أجزاء من السور الشمالي.
ومن أبرز المظاهر الطبيعية المرتبطة بالموقع الخندق المائي المعروف بالخور، الذي يحيط بالمدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية. وقد استخدم هذا الخور لأغراض متعددة مثل نقل البضائع ومرسى السفن والحماية الدفاعية، وهو اليوم يُعرف باسم خور البليد ويُعد محمية طبيعية غنية بالتنوع البيئي.
يُبرز التقرير كذلك جهود التنقيب والترميم التي شهدها الموقع على مدى العقود الماضية. فقد قام الباحث بيرترام توماس بالتقاط أولى الصور الفوتوغرافية للموقع عام 1930م، ثم تبعته بعثة الآثار الأمريكية برئاسة وندل فليبس وتحت إدارة ويليام فرانك ألبرايت عام 1952م، حيث اكتُشفت بقايا معمارية مهمة، منها مبنى كبير وأعمدة مزخرفة. ولا تزال أعمال التنقيب والترميم مستمرة حتى اليوم بالتعاون مع جامعات ألمانية متخصصة، مما يعكس الاهتمام الدولي الكبير بالموقع وأهميته التاريخية والحضارية.
ويشير التقرير إلى أن آثار مدينة البليد الأثرية أُدرجت ضمن سجل التراث العالمي عام 2000م، في إطار مواقع أرض اللبان التي تمثل جانبًا من تاريخ عمان التجاري والثقافي. وتعمل الحكومة العُمانية على حماية الموقع وصيانته والترويج له كموقع تراثي وسياحي عالمي، من خلال إدارة متحف أرض اللبان والمشاريع الأثرية المستمرة التي تُظهر قيمة هذا المعلم الفريد.
في القسم الأخير من التقرير، يتضمن الملف رأي الطالب وملاحظات إرشادية. يعبر الطالب في رأيه عن فخره واعتزازه بموقع البليد الأثري، ويُبرز أهمية المدينة في ربط عمان بالعالم الخارجي من خلال تجارة اللبان، كما يعبّر عن إعجابه بالتطور العمراني والهندسي الذي رافق ازدهارها الاقتصادي، مؤكدًا على أن الموقع يمثل جزءًا من الهوية الحضارية العُمانية التي تستحق الحفظ والدراسة.
أما الملاحظات الإرشادية الواردة في التقرير فهي موجهة لتدريب الطلبة على إعداد تقارير تعليمية منسقة، وتشمل ضرورة الكتابة بخط اليد في استمارة التسليم، والاهتمام بتنسيق وإخراج التقرير بشكل جيد، إلى جانب التأكيد على أن رأي الطالب والمصادر عنصران أساسيان في أي تقرير مدرسي.
وباختصار، يُعد هذا الملف وثيقة تعليمية نموذجية تجمع بين الجانب المعرفي والجانب التطبيقي، حيث يعرّف الطلبة بأحد أهم المواقع الأثرية في سلطنة عمان ويُنمّي لديهم روح الانتماء والفخر بالتراث الوطني، إلى جانب تدريبهم على مهارات البحث والتعبير الكتابي والتحليل التاريخي بأسلوب علمي منظم ومناسب للمراحل الدراسية المختلفة.









