برزت محمية رأس الجينز للسلاحف الواقعة على الساحل الشرقي لسلطنة عمان كوجهة رائدة للسياحة البيئية، حيث اجتذبت أكثر من 24000 زائر اعتبارًا من نهاية أكتوبر 2024. ويؤكد هذا الرقم سمعتها العالمية باعتبارها ملاذًا للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض ومركزًا للسياحة المستدامة.
وسجلت المحمية ذروة الزيارة في شهري يناير وأغسطس، بالتزامن مع مواسم العطلات والفترات المثالية لتعشيش السلاحف. وفي حين شكل السياح الأجانب الأغلبية، فإن عدداً كبيراً من الزوار العمانيين يعكس التقدير المحلي المتزايد للحفاظ على التراث الطبيعي للبلاد.
وفي عام 2023، استقبلت المحمية 12,192 زائرًا، منهم 5,764 عمانيًا أبدوا اهتمامًا محليًا قويًا. ومع ذلك، شكل السياح الدوليون الجزء الأكبر من الزوار، حيث سافر 39,511 فردًا من الخارج لمشاهدة المنظر الاستثنائي للسلاحف وهي تعشش وتبيض. وشملت أبرز المعالم الديموغرافية الإضافية 788 زائرًا من دول مجلس التعاون الخليجي، و1,482 زائرًا من الدول العربية الأخرى، و1,791 طالبًا مشاركًا في الجولات التعليمية.
واستمر الاتجاه التصاعدي حتى عام 2024، حيث تم تسجيل 23137 زائرًا بحلول أكتوبر. وشكل السياح الأجانب 57.3 في المائة من إجمالي الوافدين، وشكل العمانيون 33.2 في المائة، وجاءت المساهمات الملحوظة من دول مجلس التعاون الخليجي (1,748 زائرًا)، والدول العربية الأخرى (790)، والمجموعات الطلابية (658).
تعكس أعداد الزوار الظروف الموسمية والمناخية في عمان. في عام 2023، شهد شهر نوفمبر 8,280 زائرًا، يليه أكتوبر (6,951) وفبراير (6,179)، حيث ساد الطقس البارد والظروف الملائمة للسياحة. وبالمثل، في عام 2024، كان يناير (4112) وأغسطس (3731) الأشهر الأكثر شعبية، حيث ارتبطا بفترات الإجازة وزيادة نشاط تعشيش السلاحف. وعلى العكس من ذلك، سجلت أشهر الصيف مثل مايو ويونيو انخفاضًا في الحضور بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد ناصر بن محمد الغيلاني، مدير محمية رأس الجينز للسلاحف، التزام المحمية بالاستدامة، مسلطاً الضوء على التوازن الدقيق بين السياحة والحفاظ على البيئة. “مسؤوليتنا الأولى هي حماية موائل تعشيش السلاحف المهددة بالانقراض. ويتطلب تحقيق ذلك ممارسات إدارية صارمة ومبادرات سياحية صديقة للبيئة.
لتقليل التأثير البيئي، تفرض المحمية قيودًا على الوصول إلى مناطق التعشيش الحساسة وتقدم جولات إرشادية يقودها خبراء مدربون. يعد التعليم أيضًا حجر الزاوية في مهمتها، مع برامج مصممة لإلهام الوعي والإشراف البيئي بين الزوار، وخاصة الأجيال الشابة.
تلعب رأس الجنز دورًا حاسمًا في دعم رؤية عمان 2040، التي تعطي الأولوية للاستدامة والحفاظ على البيئة كركائز للتنمية الوطنية. وأشار الغيلاني إلى أنه “من خلال تعزيز السياحة البيئية، فإن المحمية لا تساعد في جهود الحفاظ على البيئة فحسب، بل تساهم أيضًا في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي في السلطنة”.
تجسد المحمية كيف يمكن للتراث الطبيعي أن يدفع السياحة مع الالتزام بالممارسات المستدامة. إنه يوضح أن الحفاظ على البيئة ومشاركة الزوار يمكن أن يتعايشا، مما يخلق تأثيرًا دائمًا على كل من البيئة والاقتصاد.
وبالنظر إلى المستقبل، تهدف المحمية إلى توسيع برامجها التعليمية، وتعزيز المرافق الصديقة للبيئة، والارتقاء بتجربة الزوار. “إن مهمتنا تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد جذب السياح؛ وأوضح الغيلاني أننا نسعى جاهدين لغرس فهم أعمق للعلاقة الحيوية بين السياحة والحفاظ على البيئة.
ومع الاعتراف الدولي المتزايد والتزامها الراسخ بالاستدامة، من المقرر أن تظل محمية رأس الجنز للسلاحف حجر الزاوية في استراتيجية السياحة البيئية في سلطنة عمان. إنه يمثل مثالًا ساطعًا لكيفية قيام الأمة بالموازنة بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية، مما يترك إرثًا من الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.