رؤية عمان 2040: إرساء أسس اقتصاد متنوع
تتمحور استراتيجية النمو في عُمان حول رؤية 2040، وهي خطة لتحويل الاقتصاد إلى قوة مستدامة ومتنوعة. إن أهم أولويات الخطة، بحسب كيمجي، هي إنشاء قوة عاملة عمانية ذات مهارات عالية، وخلق فرص العمل، وتنمية القطاع الخاص.
وقال “في هذه الرحلة، كانت المناطق الحرة والمناطق الصناعية حاسمة”. وتعتبر عُمان موقعاً مرغوباً للشركات الأجنبية بسبب الحوافز الكبيرة التي توفرها هذه المناطق، والتي تشمل الإعفاءات الضريبية وإجراءات الأعمال المعجلة. ومضى قائلاً: “من المستحيل المبالغة في تقدير مساهمتهم في تحسين القدرات اللوجستية للسلطنة وترسيخ مكانة البلاد كلاعب رئيسي في التجارة الدولية”.
إصلاحات لجذب الاستثمارات
قامت عُمان بتحسين مناخها الاستثماري من خلال اتخاذ تدابير تشريعية جريئة. وقد ارتكزت هذه المبادرات على قانون استثمار رأس المال الأجنبي، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2020. ومن خلال إلغاء الحد الأدنى من القيود على رأس المال والسماح بالملكية الأجنبية بنسبة 100٪، فإنه يزيد بشكل كبير من جاذبية البلاد للمستثمرين الأجانب.
بالإضافة إلى هذه التغييرات التشريعية، تم إنشاء النافذة الواحدة “استثمر في عمان” لتبسيط عمليات الاستثمار وتزويد المستثمرين بتجربة سلسة. كما سلطت كيمجي الضوء على صندوق المستقبل، الذي يديره جهاز الاستثمار العماني (OIA) ويستثمر في مبادرات إقليمية مهمة. وأشار إلى أن ذلك عزز ثقة المستثمرين وحفز التوسع في الصناعات المهمة.
النمو المستقبلي: التكنولوجيا والاستدامة والشراكات
أساس السياسة الاقتصادية المستقبلية لسلطنة عمان هو تفانيها في التعاون الدولي والاستدامة والتكنولوجيا. وقد حددت كيمجي خططاً لتحسين البنية التحتية الرقمية في البلاد ودمج الطاقة المتجددة في مختلف الأعمال التجارية. ومن خلال جعل قطاعي الصناعة والتجارة في سلطنة عمان يتماشى مع المعايير الدولية، تأمل هذه المبادرات في تعزيز الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
كان أحد اهتمامات عمان الرئيسية فيما يتعلق بالتجارة هو محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) مع الهند. وأوضح أن “اتفاق CEPA يغطي الاستثمار والخدمات وإلغاء الرسوم الجمركية على السلع”. “يمكن أن يحقق مزايا اقتصادية كبيرة لكل من الهند وسلطنة عمان.” وتسعى عمان بقوة إلى إبرام اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى، خاصة تلك الموجودة في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا. وأكدت كيمجي على هذه المناطق باعتبارها وجهات محتملة للاستثمارات المتبادلة وأسواق تطوير للمنتجات العمانية. وتسعى هذه التعاونات إلى تقليل اعتماد عُمان على الأسواق التقليدية وتنويع اتصالاتها الاقتصادية.
توسيع المناطق الحرة والمناطق الصناعية
يعد التوسع المستمر للمناطق الحرة والمناطق الصناعية جزءًا مهمًا من أجندة عمان. لا توفر هذه المناطق مزايا مالية فحسب، بل تساعد في تحسين البنية التحتية اللوجستية والتجارية في سلطنة عمان. وأكدت كيمجي أن موقع عمان الاستراتيجي – بالقرب من الممرات الملاحية الرئيسية – يمنحها ميزة واضحة في التجارة العالمية.
وقال المستشار “إن الحكومة حريصة على ضمان تطور هذه المناطق لتلبية متطلبات الشركات الحديثة”. إن الاستثمارات في الرقمنة والبنية التحتية الخضراء داخل هذه المناطق ستبقيها قادرة على المنافسة في اقتصاد عالمي سريع التغير.
إن طريق عمان نحو النمو الاقتصادي والتنويع هو دليل على مثابرتها ورؤيتها وصناعة السياسات الإبداعية.
تعمل البلاد على إنشاء إطار اقتصادي حيوي وشامل مع إدارة القضايا العالمية في ظل توجيهات رؤية 2040. وتعمل عُمان على ترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالميًا في التجارة والاستثمار من خلال التركيز على التكنولوجيا والاستدامة والتحالفات الدولية الذكية.
وقالت كيمجي: “إن الإصلاحات والمبادرات التي قمنا بتنفيذها هي مجرد البداية. إن سلطنة عمان ملتزمة بإنشاء اقتصاد شامل ومستدام وتنافسي للأجيال القادمة”.