أطلق ثلاثة منتجات على Gumroad… وحصل على 1127 دولارًا من منتج واحد فقط

في الساعة الثالثة فجرًا، جلس صاحب المشروع أمام لوحة التحكم في منصة Gumroad، يحدّق في الأرقام ويحدّث الصفحة باستمرار، وكأن شيئًا ما قد تغيّر منذ آخر مرة راقب فيها المبيعات—والتي كانت، على الأرجح، عند منتصف الليل.
لقد أطلق ثلاثة منتجات رقمية، وكل واحد منها كان نتاج مجهود مختلف. ولكن المفاجأة أن المنتج الذي تطلب أقل جهد، واعتقد أنه “بسيط للغاية”، هو الذي تفوّق بمراحل.
المنتجات الثلاثة
المنتج الأول:
📘 “الدليل الكامل لنمو النشرة البريدية” — 47 صفحة، استغرق إنجازه ثلاثة أسابيع من الكتابة والتصميم والتدقيق. النتيجة؟ 23 دولارًا فقط.
المنتج الثاني:
📒 “50 قالب محتوى لأصحاب المشاريع الفردية” — تم تصميمه باحتراف على Notion، تطلب تنسيقًا دقيقًا وإرهاقًا بصريًا. المحصلة؟ 67 دولارًا.
المنتج الثالث:
📨 “سلاسل بريد إلكتروني بسيطة تؤدي إلى التحويل” — لا يتعدى ثماني صفحات، أنجزه في وقت قصير جدًا. النتيجة؟ 1,127 دولارًا… وما زالت المبيعات مستمرة.
كانت الصدمة حقيقية. المنتج الذي كاد أن يُلغى لاعتقاده أنه بسيط جدًا، هو الذي جنى الأرباح.
المنتج الذي نجح: بمحض الصدفة
نجاح المنتج الثالث لم يكن مخططًا له. بدأ كل شيء برسالة خاصة من عميل يُدعى “ماركوس”، كان قد اشترى المنتج الأول وسأل:
“المنتج ممتاز، لكنني عاجز عن التنفيذ. ماذا أرسل بالضبط لمشتركيّ الـ47 حتى يشتروا تطبيقي الذي يبلغ سعره 29 دولارًا؟”
بدلاً من الرد التقليدي حول “بناء العلاقات وتقديم القيمة”، قرر منشئ المنتج أن يُرسل له نصوص الرسائل الجاهزة. خمسة رسائل، كاملة بالعناوين، وجاهزة للإرسال.
وبالفعل، استخدم ماركوس هذه الرسائل وحقق 348 دولارًا خلال أسبوعين فقط.
ثم عاد وسأل:
“هل لديك نسخة مكتوبة من هذا؟ أود مشاركتها مع صديقي.”
وعندها أدرك صاحب المشروع أنه يملك منتجًا حقيقيًا بين يديه، حتى وإن لم يكن يخطط لذلك.
كيف ساعده الذكاء الاصطناعي على التنفيذ
رغم كل ما يُقال عن الذكاء الاصطناعي، التجربة كانت بسيطة. كل ما فعله هو أنه أخذ التسلسل البريدي الذي أرسله لماركوس وأدخل النصوص إلى روبوت الكتابة (Claude AI) وطلب منه:
- إنشاء 4 نسخ مختلفة لأنواع مشاريع أخرى
- تقديم عناوين رسائل إضافية
- تنسيق المحتوى في ملف PDF جذّاب
- كتابة وصف المنتج للمتجر
⏱️ الوقت الكلي مع الذكاء الاصطناعي؟ ساعتان فقط.
ولو كان اعتمد على نفسه بالكامل، ربما ظل يُراجع الخطوط ويشكك في كل فقرة.
الذكاء الاصطناعي لم يكن العصا السحرية، بل كان الأداة التي منعته من المبالغة في التفكير، وساعدته على إطلاق المنتج بسرعة.
العبرة: البساطة هي مفتاح البيع
العميل لم يكن يريد دورة تدريبية مطولة في التسويق عبر البريد الإلكتروني، بل كان يريد:
“خمس رسائل جاهزة يستطيع إرسالها يوم الثلاثاء.”
وهذا ما حصل عليه.
المنتجات التي تبيع ليست دائمًا تلك التي نُفكّر فيها طويلًا، بل تلك التي تُقدم حلاً مباشرًا وبسيطًا.
—
خاتمة
تجربة هذا المبدع تُذكّرنا أن السوق لا يكافئ من يبذل أكبر جهد بالضرورة، بل من يُلبي حاجة حقيقية بأبسط شكل ممكن.
وأحيانًا، المنتج الذي لا نجرؤ على بيعه… هو بالضبط ما يحتاجه الناس.