وفي طليعة المبادرات الخضراء في عُمان، يأتي كهربة أسطول النقل العام. وأكد المهندس عبدالله البوسعيدي، المدير العام لمركز عُمان للوجستيات ومستشار صافي الانبعاثات الصفرية بوزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على الأهداف الطموحة للبلاد. وقال البوسعيدي: “تلتزم عُمان بمستقبل أكثر خضرة من خلال التركيز على كهربة الحافلات وإدخال حافلات الهيدروجين للسفر بين المدن”. وتتضمن الخطة تركيب 150 نقطة شحن للسيارات الكهربائية على طول الطرق السريعة الرئيسية وتشغيل محطة هيدروجين في مسقط بحلول نهاية عام 2024.
وبالإضافة إلى الحافلات الكهربائية والهيدروجينية، تستكشف عُمان إمكانات تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين ودمج الطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما تدعم الحكومة إنتاج الوقود الحيوي المحلي المستدام، الأمر الذي من شأنه أن يعزز استدامة قطاع النقل لديها.
وتُعد أنظمة النقل الذكية مجالاً بالغ الأهمية حيث تستثمر عُمان بكثافة لتحديث نظام النقل العام. وقد أوضح المهندس بدر الندابي، الرئيس التنفيذي لشركة مواصلات، الدور الأساسي لأنظمة النقل الذكية في استراتيجية النقل في البلاد. وقال الندابي: “لقد أدى تطبيق أحدث التقنيات، بما في ذلك التطبيقات الذكية والأجهزة الموجودة على متن المركبات، إلى تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية”. ويلعب مركز التحكم في العمليات التابع لشركة مواصلات، وهو أحد المكونات الرئيسية لأنظمة النقل الذكية، دورًا حاسمًا في مراقبة الأساطيل وتحليل سلوك الركاب والسائقين والتخطيط للتطورات المستقبلية.
ومع ذلك، فإن التنفيذ الناجح لأنظمة النقل الذكية يعتمد على إدارة البيانات بشكل فعال. وأشار الندابي إلى أن دمج البيانات من مختلف الجهات الحكومية يشكل تحديًا كبيرًا بسبب طبيعتها المتفرقة. وأضاف: “إن وجود إطار تنظيمي لتسهيل تبادل البيانات أمر ضروري، وفي حين أن الاستثمارات الأولية كبيرة، فإنها ستحقق عوائد طويلة الأجل في الكفاءة والجودة التشغيلية”.
كما قام الدكتور إبراهيم البلوشي، الرئيس التنفيذي لشركة كروة موتورز، بدمج حلول أنظمة النقل الذكية في عملياتها. وقد طبقت الشركة في البداية حلول أنظمة النقل الذكية في إنتاج 100 حافلة تابعة للفيفا وتخطط لتوسيع نطاق هذه التقنيات عبر مجموعة منتجاتها. وسلط الدكتور البلوشي الضوء على فوائد أنظمة النقل الذكية، بما في ذلك تعزيز سلامة النظام والكفاءة التشغيلية وتقليص أوقات النماذج الأولية والاختبار. وأوضح الدكتور البلوشي: “تعمل أنظمة النقل الذكية على تقليل الحاجة إلى نماذج أولية متعددة وتقصير أوقات الاختبار، مما يبسط عملية التصديق”.
وعلى الرغم من التعقيدات الفنية وتكاليف البنية الأساسية المرتبطة بأنظمة النقل الذكية، فضلاً عن مقاومة التغيير من جانب المستخدمين النهائيين وسلطات النقل العام، فإن شركة كروة موتورز ملتزمة بالتغلب على هذه التحديات. وأضاف الدكتور البلوشي: “إن توافر أنظمة النقل الذكية أمر بالغ الأهمية لحماية المركبات والركاب والسائقين، وتعزيز إدارة الأسطول ومساعدة السائق”.
خلال المؤتمر، قدمت مواصلات أول حافلة كهربائية في سلطنة عمان إلى أسطولها للنقل العام، مما يدل على التزام الشركة بالاستدامة والمسؤولية البيئية. يتماشى هذا الإدراج الصديق للبيئة مع أجندة الاستدامة لمجموعة أسياد ويدعم هدف عُمان المتمثل في تحقيق انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050. يمثل إدخال الحافلة الكهربائية تقدمًا ملحوظًا نحو الانبعاثات الصفرية والنقل العام المستدام في عُمان.
