تجمع هذه المنصة الدولية المرموقة الحكومات والشركات العالمية والمؤسسات البحثية والخبراء لمناقشة التقدم في تكنولوجيا التعدين واستكشاف فرص الاستثمار.
وفي معرض تعليقه على مشاركة عمان، قال الحضرمي: “إن مشاركتنا تعكس التزام عمان بتعزيز التعاون الدولي وبناء الشراكات لتطوير قطاع التعدين باعتباره حجر الزاوية في التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة. ونهدف من خلال هذا المؤتمر إلى جذب الاستثمارات العالمية، ودمج التقنيات المتطورة، وتمكين المواهب المحلية، وتطوير الصناعات التحويلية لتعظيم قيمة مواردنا بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.
وأكد كذلك على الثروة المعدنية التي تتمتع بها السلطنة والتي تشمل النحاس والكروم والنيكل والسيليكا والليثيوم وغيرها من الموارد ذات الأهمية الاقتصادية. بدعم من البنية التحتية المتقدمة والسياسات الصديقة للاستثمار، تضع عمان نفسها كمركز تعدين إقليمي وعالمي.
وقال الحضرمي إن عمان ترى أن قطاع التعدين مساهم رئيسي في الصناعات المستقبلية مثل الطاقة النظيفة وتقنيات البطاريات والمركبات الكهربائية. “نحن ملتزمون بالاستدامة من خلال الاستفادة من التقنيات المتقدمة التي تقلل من التأثير البيئي مع تعزيز الكفاءة التشغيلية.”
شارك المهندس مطر بن سالم البادي أفكاره حول مبادرات الشركة العمانية لتنمية المعادن، والتي تركز على الاستكشاف وتطوير المشاريع والنمو الصناعي.
وتشمل جهودنا الاستكشافية طرح منطقة الامتياز 11-ب، التي تغطي مساحة 84.5 كيلومترًا مربعًا غرب صحار، للاستثمار الاستراتيجي. وأوضح البادي أن الدراسات والمسوحات الجيولوجية أظهرت وجود رواسب نحاسية واعدة.
كما أوجز خطط مشروع تعدين كوارتز السيليكا، الذي يستهدف طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 3 ملايين طن لتلبية الطلب الصناعي المتزايد. وبالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة إلى تنفيذ مشاريع استراتيجية، بما في ذلك مصهر النحاس، ومصنع معدن السيليكون، ومشاريع الفيروسيليكون والدولوميت، والتي تهدف إلى تعظيم القيمة المضافة للموارد العمانية.
وأضاف: “تهدف هذه المبادرات إلى جعل السلطنة مركزًا عالميًا لصناعات التعدين مع تعزيز الشراكات مع المستثمرين المحليين والدوليين”.
نفذت وزارة الطاقة والمعادن إصلاحات مهمة لجذب الاستثمار وضمان الاستدامة في قطاع التعدين، بما في ذلك:
1. الإطار التنظيمي الحديث: تعمل الإتاوات التنافسية (5-10%) وانخفاض تكاليف مرحلة الاستكشاف على تعزيز الشفافية وجاذبية الاستثمار.
2. مناطق استثمارية مخصصة: بنية تحتية متقدمة، بما في ذلك الموانئ العالمية والمناطق الصناعية، تدعم الاستخدام الأمثل للموارد.
3. التحول الرقمي: منصة رقمية شاملة تعمل على تبسيط إجراءات الاستثمار، مما يتيح الوصول إلى الفرص بسهولة.
4. السلامة والاستدامة: دليل مفصل للصحة والسلامة المهنية يضمن الالتزام بالمعايير الدولية.
5. بناء القدرات: برامج تدريبية متخصصة تتوافق مع احتياجات السوق والتقدم التكنولوجي العالمي.
وخصصت عمان 21 منطقة امتياز لاستكشاف وتطوير التعدين، مما أدى إلى جذب استثمارات تبلغ قيمتها حوالي 37 مليون ريال عماني (96.2 مليون دولار). ومن بين هذه المناطق، تشرف الشركة العمانية لتنمية المعادن على 14 منطقة غنية بالنحاس والكروم والسيليكا والمعادن الصناعية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تم فتح ستة مناطق امتياز جديدة لتقديم العطاءات، تستهدف المواد الخام مثل المنغنيز والجرانيت والكروم، مما يشير إلى الجهود المستمرة لتعزيز استدامة القطاع ونموه.
كان من المعالم الرئيسية لقطاع التعدين في سلطنة عمان استئناف إنتاج النحاس بعد توقف دام عقدًا من الزمن. وتم تصدير أول شحنة من مركزات النحاس العام الماضي بطاقة إنتاجية سنوية متوقعة تبلغ 150 ألف متر مكعب ومستويات نقاء تتراوح بين 18% و22%. ويؤكد هذا الإنجاز الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها هذا القطاع والزخم المتجدد.
ومن خلال نهجها الاستباقي ومبادراتها الحكيمة، تهدف عمان إلى ترسيخ قطاع التعدين لديها كشركة رائدة عالميًا مع المساهمة في التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.