من وقت لآخر، نحتاج جميعًا إلى فترة راحة لشحن طاقتنا والابتعاد عن روتين العمل اليومي. تعد الإجازة المخطط لها جيدًا واحدة من أفضل الطرق لتحقيق النتائج المرجوة، حيث توفر فرصة للهروب من الضغوط التي تسبب التوتر.
يساعد هذا على تقليل مستويات الكورتيزول في الجسم، مما يمنحه فرصة لإصلاح الأضرار الناجمة عن التوتر، وخاصة فيما يتعلق بصحة القلب والدورة الدموية وتعزيز جهاز المناعة لتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
أظهرت الدراسات أن الإجازات هي أفضل وسيلة لتعزيز الأداء الإدراكي، مما يساهم في تحسين الصحة العقلية والجسدية. يساعد الوقت الذي يتم قضاؤه في الإجازة على تقليل العمليات البيولوجية الضارة المرتبطة بالتوتر، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين الصحة العامة.
كما أن الإجازات ضرورية لتمكين الموظفين من اتخاذ قرارات أفضل وإيجاد حلول مبتكرة لمشاكل العمل وتقييم الأمور بشكل أكثر وضوحًا. وتسلط العلاقة الوثيقة بين الإجهاد المستمر والأمراض العقلية مثل مرض الزهايمر الضوء على أهمية أخذ الإجازات لمكافحة الشيخوخة الناجمة عن الإجهاد.
وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن الإجازات يمكن أن تقلل مستويات القلق بنسبة 29 في المائة، حيث تؤدي فترة الراحة لمدة خمسة أيام إلى انخفاض مستويات القلق لمدة تصل إلى 45 يومًا.
يتم تشجيع الموظفين على أخذ إجازة منتجة للسفر أو قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، بعيدًا عن حدود جدران المكتب، للاسترخاء والتنفس بعمق وتصفية أذهانهم. من الضروري أن ينفصل الموظفون تمامًا عن العمل لاستعادة نشاطهم والعودة إلى العمل بشكل أكثر فعالية.
كما تعمل الإجازات على تعزيز التواصل بين الأفراد وأحبائهم، مما يسمح للموظفين بقضاء وقت هادئ بعيدًا عن التوتر. كما يمكن أن يكون التركيز على الهوايات مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة الرياضة مفيدًا أيضًا.
أكدت دراسة استقصائية أجرتها شركة ويست مونرو، وهي شركة استشارات رقمية، على 2000 موظف في الولايات المتحدة التأثير الإيجابي للإجازات على الإنتاجية. تساعد الإجازات في الحفاظ على جو ودي بين زملاء العمل بعد ساعات عمل طويلة ومرهقة.
قامت بعض الشركات بإدخال إجازات على مستوى الشركة لتعزيز الصحة البدنية والعقلية، وذلك إدراكًا منها أن القوى العاملة السعيدة تؤدي إلى إنتاجية ونجاح أكبر.
رغم أن التخلي عن وقت الإجازة قد يبدو بمثابة تضحية من أجل العمل، إلا أنه في الواقع قد يكون ضارًا على المدى الطويل.
يمكن أن يؤدي التوتر المتزايد وقلة التركيز وحتى الاكتئاب إلى الإضرار بالصحة والأداء في العمل.
