تتخذ السلطات العمانية خطوات لإنشاء وحدة مركزية مخصصة لتحصين البلاد في المستقبل ضد نقاط الضعف المحتملة والتطورات العالمية المدمرة التي لها آثار بعيدة المدى.
وتقود وزارة الاقتصاد هذه المبادرة، التي يطلق عليها اسم مكتب الاستشراف الوطني، بهدف تعزيز جاهزية واستجابة السلطات الحكومية للتحديات المستقبلية.
وقالت وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 في لمحة موجزة عن المبادرة: “إن الاستبصار يمكّن سلطنة عمان من الاستجابة بشكل استراتيجي ومرن للعوامل التي قد تؤثر على مسار خططها وبرامجها الوطنية”.
“في عالم اليوم سريع التغير، تبرز ثلاث خصائص رئيسية: التغيير السريع، وترابط العوامل المؤثرة على التخطيط الاستراتيجي والبصيرة، والترابط العالمي للأحداث ذات التأثيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بعيدة المدى.”
ومن الجدير بالذكر أن مكتب الاستشراف الوطني المدعوم بهياكل وأنظمة استشرافية مناسبة، يعمل أيضًا على مواءمة ممارسات الحوكمة العمانية مع الاتجاهات والمعايير الدولية الحالية. إن العديد من الاقتصادات المتقدمة في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن الكتل الإقليمية ومجموعة من المؤسسات المتعددة الأطراف، مجهزة بمكاتب استشرافية مخصصة للتخطيط للسيناريوهات غير المتوقعة.
لدى عدد من الدول الأوروبية مكاتب استشرافية تعمل على أعلى المستويات الحكومية، إما كجزء من مكتب رئيس الوزراء أو ضمن وحدات التخطيط الاستراتيجي رفيعة المستوى. إن الأساس المنطقي لوجود مكاتب استشراف هو في المقام الأول مركزية التخطيط طويل المدى والشامل والمبسط لمعالجة التطورات الناشئة الهامة المتعلقة بالعلم والتكنولوجيا والتحديات والفرص الديموغرافية والاقتصادية والجيوسياسية والبيئية والاجتماعية والتعليمية وغيرها من التحديات والفرص ذات الصلة بالعالم. دولة.
وفقًا لوحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، يعد نظام الاستشراف الوطني “حاجة ملحة” لسلطنة عمان. ومن بين عوامل أخرى، فإنه سيمكن “عُمان من تقديم خطط ومسارات بديلة للقطاعات الأكثر عرضة للتغيرات المستقبلية، وتحديد القوى التي تشكل القطاعات الوطنية ذات الأولوية، والاستفادة من ميزتها التنافسية في بيئة عالمية ديناميكية”.
كخطوة أولى في تأسيس مكتب استشراف مركزي في السلطنة، قامت وزارة الاقتصاد بدراسة مقارنة للتجارب العالمية في إنشاء نظم الاستشراف وهياكلها.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الوزارة باستكشاف الخيارات الأكثر ملاءمة لإدارة نظام الاستشراف في السلطنة وتحديد الاحتياجات الوطنية لمثل هذا النظام. كما تم تشكيل لجنة تحضيرية لإدارة نظام الاستشراف لدراسة الخيارات الأكثر ملاءمة للنظام.
والأهم من ذلك، أن الوزارة بدأت منذ ذلك الحين عملية إنشاء مكتب استشراف وطني. وسيتم إرسال نتائج هذه الجهود إلى لجنة توجيهية وزارية تشرف على هذه المبادرة.
وأضافت وحدة متابعة التنفيذ أن المكتب سيكون مسؤولا عن رصد وتحليل المتغيرات المستقبلية وبناء سيناريوهات للمستقبل المتوقع لمسارات وقطاعات التنمية الوطنية وبناء القدرات الوطنية في مجال الاستشراف.