مع تزايد الطلب على المشروبات الساخنة والباردة والوجبات الخفيفة في المقاهي المنتشرة في المناطق السياحية الشهيرة خلال موسم الخريف بمحافظة ظفار، يتنافس أصحاب المقاهي على جذب مجموعة متنوعة من العملاء من السكان المحليين والسياح.
إنهم يسعون جاهدين لتقديم قوائم طعام مبتكرة وخدمة استثنائية وعروض جذابة لبناء ولاء العملاء واكتساب الثقة وإنشاء سمعة طيبة تجعل العملاء يعودون طوال العام.
وأكد محمد بن عبدالله باتميرا، صاحب مقهى، أهمية قطاع الأغذية والمشروبات، خاصة في المقاهي التي تشكل محطات أساسية للزوار والسياح، مشدداً على أهمية الخدمة عالية الجودة والعرض الجيد والتغليف الجيد للمنتجات، مشيراً إلى أن هذه العناصر لا تعزز تجربة الزائر فحسب، بل تساهم أيضاً في نمو القطاع خلال الموسم وما بعده.
كما أشاد بالدعم الذي قدمته جهات مختلفة، ومن بينها مبادرة التصاريح المؤقتة لوزارة العمل والتي تساعد على تنظيم العمل، ومساعدة بلدية ظفار لرواد الأعمال من خلال توفير فرص للعربات المتنقلة وتصميم 500 كشك للمطاعم والمقاهي، وتدشين مختبر متنقل لفحص الأغذية لضمان سلامة وجودة المنتجات.
وفي حديثه عن التحديات التي يواجهها أصحاب المقاهي، ذكر باتميرا ارتفاع تكلفة المكونات وزيادة أجور العمال المهرة، مما يؤدي إلى زيادة نفقات التشغيل.
وأكد هيثم بن محمد الجعدي، صاحب مقهى آخر، أن المقاهي لها أهمية حيوية للاقتصاد والسياحة في ظفار، وخاصة خلال موسم الخريف.
وأشار إلى أن القطاع يواجه منافسة بسبب انتشار المشاريع المشابهة وندرة الموردين المحليين للمواد اللازمة، إلا أن الجعدي يرى في ذلك فرصة للشباب العماني لدخول قطاع الخدمات اللوجستية لتلبية احتياجات المقاهي، حيث يقدم منشأته وجبات خفيفة ومجموعة متنوعة من المشروبات التي تناسب أذواق الزوار الموسميين.
وقال مازن بن سعيد سعيدان، صاحب مقهى آخر، إن شركته تركز على تقديم الوجبات العمانية والعالمية بلمسة عصرية، إلى جانب المشروبات الطازجة وتشكيلة متنوعة من القهوة، مؤكداً على دور المقاهي في تعريف الزوار بالوجبات الخفيفة العمانية التقليدية المقدمة بطرق معاصرة تتماشى مع المعايير المتطورة للمقاهي الحديثة.
وأدى دعم بلدية ظفار ودائرة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بظفار إلى زيادة الطلب على المقاهي والمطاعم المتنقلة، خاصة خلال موسم الخريف السياحي هذا العام.
وعلى صعيد المستهلك، أكد طالب بن علي المحروقي، وهو من مرتادي المقاهي والمطاعم، على القيمة الاقتصادية والسياحية للمقاهي والمطاعم، مشيرا إلى أن العديد من المقاهي لا تحظى بشعبية فقط بسبب عروضها الحديثة، بل أيضا بسبب تاريخها الغني ووجباتها التقليدية، مما يجعلها جذابة للسياح. وأشار المحروقي إلى تزايد أعداد الشباب العمانيين الذين يدخلون هذا القطاع، خاصة خلال موسم الخريف.
وأكد كريم بن راشد الحذيفي أحد الزبائن أن المقاهي والمطاعم تعد وجهات سياحية اقتصادية حيوية، حيث تقدم مجموعة من الوجبات الخفيفة والمشروبات المحلية والعالمية، وأشاد بالإبداع والابتكار في المطبخ العماني التقليدي الذي يمزج بين نكهات الماضي واللمسات العصرية، ليقدم أطباقاً فريدة تعكس الثراء الثقافي والتاريخي للسلطنة.
واتفق الحذيفي مع الاعتقاد بأن المقاهي يمكن أن تكون مشاريع مربحة لرواد الأعمال الشباب إذا تمت إدارتها بشكل جيد، مع فهم عميق لاحتياجات العملاء ونهج استراتيجي للتغلب على التحديات.