تاريخ

التطور التاريخي والتميز العماني

التطور التاريخي والتميز العماني

تطل سواحل عمان لمسافات طويلة على مياه المحيط الهندي ، وتشكل هذه السواحل همزة الوصل بين سواحل هذا المحيط. وهو ما أدى إلى تحكم موانئ الساحل العماني بشبكة الطرق الملاحية لفترات طويلة عبر العصور التاريخية .
وقد بدأت عمان دورها الحضاري منذ ظهور الحضارات الأولى في الهند وبلاد الرافدين، واستمر هذا الدور بكل نشاط عبر العصور الإسلامية.
وفي عهد النهضة تجدد الدور الحيوي للملاحة البحرية العمانية بفضل اهتمام جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد المعظم (طيب الله ثراه)، وأصبحت الملاحة البحرية العمانية تمتلك شتى أنواع السفن التجارية والمتخصصة منها للدفاع عن شواطئ عمان .
وعند الحديث عن التطور التاريخي للملاحة العمانية نتساءل عن العوامل التي أدت إلى أهميا دور عمان في مجال الملاحة والتجارة والاتصال، وللإجابة عن ذلك لا بد من دراسة الآتي :

أولا: العوامل والمقومات الطبيعية
ارتبط توجه العمانيين نحو البحر وشهرتهم بالملاحة البحرية بالظروف الطبيعية للأرض العمانية ، وبالمقومات التي أفرزها موقع هذه الأرض، وذلك من حيث:
١- يسود الجفاف معظم أراضي سلطنة عُمان الأمر الذي يتعذر معه الاعتماد الكلي على النشاط الزراعي.
٢- تحيط المياه بالسلطنة من ثلاث جهات وتحيط الرمال بها من الجهة الرابعة، فأصبح البحر والأنشطة المرتبطة به الواجهة الأفضل للعمانيين .
٣- تقع السلطنة بين مناطق مناخية متباينة وذات إنتاج حضاري مختلف، وكل هذه المناطق بحاجة إلى سلع ومنتجات المناطق الأخرى ، فكان للعمانيين دور الوسيط الناقل للسلع والمنتجات والإنجازات الحضارية .
٤- صلاحية الساحل العماني في كثير من المناطق لإقامة الموانئ التي شكلت شبكة من الطرق البحرية مع موانئ الساحل الهندي والساحل الشرقي لأفريقيا .
٥- ساعدت حركة التيارات البحرية والرياح الموسمية (الشتوية والصيفية) العمانيين على ركوب البحر ، فهي تخدم
حركة السفن عند إقلاعها من الموانئ العمانية وعودتها إليها في نهاية الموسم الملاحى .

خريطة حركة الرياح والتيارات البحرية في المحيط الهندي

ثانياً: المقومات التاريخية والسياسية والأمنية
تشير الدراسات التاريخية والأثرية إلى أن كل الجماعات البشرية التي سكنت السواحل العمانية، اضطرت لاستغلال إمكانيات سواحلها الغنية مقارنة بإمكانياتها البرية ، وتدل المكتشفات الأثرية على تلك النشاطات الملاحية العمانية منذ القدم .
ويؤكد العديد من المؤرخين أن الساحل العماني كان المهد الأول الذي ظهرت فيه الخبرات الملاحية الفينيقية ، قبل تحركهم إلى جزر البحرين ثم إلى سواحل بلاد الشام. وهكذا استمر العمانيون في مختلف العصور في ارتياد البحر ، فعرفوا مواعيد
الإبحار ومواقيت هبوب الرياح الموسمية، وحركة التيارات البحرية، وكونوا لأنفسهم خبرات طويلة في هذا المجال، وهو ما جعل تاريخ الملاحة العمانية من بين أقدم التواريخ وموضع فخر واعتزاز للمواطن العماني .

ولقد أسهمت العوامل السياسية في تطور الملاحة البحرية العمانية ، حيث حرصت
الدولة العمانية عبر تاريخها على إقامة علاقات حضارية جيدة مع الحضارات والدول
المجاورة ( الهند ، بلاد الرافدين ، مصر ، السواحل الشرقية لأفريقيا).

كما ساعدت الجوانب الأمنية التي تميزت بها السواحل العمانية على تطور الملاحة العمانية ، حيث كانت هذه السواحل بعيدة عن الصراعات والاضطرابات التي تحدث في غيرها من المناطق ، يضاف إلى ذلك حرص الدولة العمانية على تأمين
الملاحة البحرية وحمايتها من القرصنة ، الأمر الذي كان له الأثر الطيب في زيادة ثقة المتعاملين والتجار من مختلف الدول ، وسهل من رحلاتهم الملاحية . وهذا بدوره أسهم في زيادة موارد الدولة من هذا القطاع المهم.

خريطة الحضارات القديمة

خريطة الحضارات القديمة

مواضيع مشابهة

المذاهب الإسلامية وتطورها التاريخي

bayanelm

انتشار الاسلام في جنوب شرق اسيا

bayanelm

حضارة اليمن القديمة

bayanelm