وينظم المهرجان وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع جمعية المسرح العماني، في إطار دعم المسرح والفنانين العمانيين، كما يهدف إلى تعزيز دور الفرق المسرحية المحلية التي وصل عددها إلى 56 فرقة، من خلال تشجيع الإنتاج المسرحي وتشجيع العناصر المختلفة التي تساهم في تطويره.
ومع انطلاق الدورة الثامنة للمهرجان، أكد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب على أهمية المسرح كجزء لا يتجزأ من الفنون الأدائية التي ساهمت في تطور الحضارات، ووصفه بأنه شكل من أشكال التعبير الثقافي الذي يعكس الإبداع الإنساني ونقل المعرفة، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الثقافية للوزارة تعمل على تهيئة البيئة المناسبة للإبداع وتعزيز الهوية الثقافية بما يضمن استمرار المهرجان في دوراته المقبلة.
وأكد صاحب السمو السيد ذي يزن بن سلطان دعم الوزارة المستمر لتطوير المسرح في السلطنة، داعياً المبدعين إلى المشاركة في تعزيز وتطوير المسرح بما يتماشى مع التوجهات العالمية واحتياجات المجتمع المحلي. وتتطلع الوزارة إلى مزيد من التقدم والازدهار في المشهد الثقافي العماني.
وفي كلمته الافتتاحية للمهرجان، أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة ورئيس المهرجان على أهمية المسرح في تحرير العقول وتحفيز التعبير وتعزيز القيم وترسيخ الهوية، مما يجعله ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطورها.
وأضاف: “إن الوزارة وضعت من خلال استراتيجيتها الثقافية خططاً وبرامج شاملة تغطي كافة جوانب الثقافة مع التركيز على الفنون، ويأتي مهرجان المسرح العماني في مقدمة هذه المبادرات، واليوم نحتفل بانطلاق نسخته الثامنة، وهو ما يعكس دعم الوزارة للإنتاج الثقافي بما في ذلك المسرح، ويتجلى هذا الدعم في العروض المسرحية الجديدة التي نراها اليوم، إلى جانب الندوات الفكرية المصاحبة التي تساهم في تنمية الفكر الإبداعي”.
وأشار البوسعيدي إلى أن المهرجانات الفنية تلعب دوراً بارزاً في تعزيز المشهد الثقافي في السلطنة، وأعرب عن سعادته بالنجاحات التي تحققت في هذه الدورة من المهرجان، والتي انعكست إيجاباً على مهارات الفرق المسرحية العمانية، كما سلط الضوء على التوجيهات السامية بإنشاء المجمع الثقافي العماني الذي سيضم المسرح الوطني، كدليل على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته لهذا القطاع الحيوي.
وتبدأ العروض المسرحية المتنافسة يوم الاثنين بعرض مسرحية “الجدر” من تأليف وإخراج أحمد الزدجالي من فرقة مسرح اللبان، ويوم الثلاثاء عرض مسرحية “الزمر” من تأليف عبدالله البطاشي وإخراج جاسم البطاشي من فرقة مسرح مسقط، ويوم الأربعاء تقدم فرقة مسرح سلطنة عمان عرض مسرحية “أصحاب السبت” من تأليف أسامة زايد وإخراج الدكتور مرشد راقي، وتستمر العروض حتى 30 سبتمبر حيث تختتم فرقة مسرح تواصل عروضها بعرض مسرحية “مسارات الحب والحرب” من تأليف بدر الحمداني وإخراج سامي البوصافي.
تتكون لجنة التحكيم من العماني عبد الغفور البلوشي، والكويتي حسين المسلم، والعراقي الدكتور عبد الرضا الدليمي، والدكتور حبيب غلوم من الإمارات، والدكتورة أمينة الربيعي من سلطنة عمان، وسيقومون بتوزيع 11 جائزة.
وشهد حفل الافتتاح تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إثراء الحركة المسرحية العمانية، ومن بينهم الدكتور عبد الكريم جواد، والمخرج والكاتب أحمد الأزكي، والمخرج أحمد البلوشي، والدكتور سعيد السيابي، والمخرج المسرحي خالد الشنفري.
أحداث أخرى
وعلى هامش العروض المسرحية، ستقام العديد من الندوات الفكرية التي تتناول مواضيع تتصل بتطوير المسرح العماني، ومنها ندوة بعنوان “نحو مسرح عماني فاعل”، وحلقات نقاشية مع ضيوف المهرجان، كما ستقام ورش عمل في مجالات مثل علم نفس الشخصيات المسرحية، والإخراج في مسرح العرائس، وتمكين ذوي الإعاقة في المسرح، وأساسيات المكياج المسرحي، بالإضافة إلى العديد من العروض المسرحية الموازية.
وفي اليوم الأخير وقبل إعلان نتائج المهرجان سيتم الإعلان عن الفائزين في مسابقة الكتابة المسرحية التي نظمتها جمعية المسرح العماني، حيث تم اختيار عشرة نصوص للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى بعد مراجعة حوالي 60 نصا مقدما.
تصوير حسين المقبالي