اخبار

أبحاث تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز القراءة باللغة العربية بين الطلاب


صحار 21 أغسطس

أطلقت سلطنة عُمان مشروعًا بحثيًا وطنيًا استراتيجيًا يهدف إلى إحداث ثورة في كفاءة القراءة باللغة العربية بين الطلاب من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

بتمويل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يمثل هذا المشروع معلمًا مهمًا في رؤية عُمان للاستفادة من التقنيات المتطورة لتعزيز النتائج التعليمية.

يعد هذا المشروع البحثي الرائد الأول من نوعه في العالم العربي الذي يستخدم تقنية تتبع العين لتحسين مهارات القراءة باللغة العربية. ويقود المشروع الدكتور هلال المقبالي، نائب مساعد نائب رئيس الجامعة للأنظمة الإلكترونية وخدمات الطلاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصحار. ويركز على المراحل المبكرة من التعليم – وتحديدًا من الصف الأول إلى الرابع – حيث يتم تأسيس مهارات القراءة الأساسية. ومن خلال تحليل السلوكيات البصرية والعمليات المعرفية للطلاب، يهدف البحث إلى تحديد التحديات في إتقان القراءة وتطوير التدخلات المستهدفة.

ومع تسارع جهود عُمان لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، فإن هذا البحث يأتي في الوقت المناسب ويكتسب أهمية بالغة. إن مهارات القراءة القوية ليست ضرورية للنجاح الأكاديمي فحسب، بل إنها تشكل أيضًا الأساس لتطوير التفكير النقدي وحل المشكلات والوعي الرقمي – وهي الكفاءات الأساسية الموضحة في الإطار الوطني لسلطنة عُمان للمهارات المستقبلية.

إن استخدام تقنية تتبع حركة العين في هذه الدراسة يسمح بمستوى غير مسبوق من الدقة في فهم كيفية تفاعل الطلاب مع النص. ويوفر هذا النهج القائم على البيانات رؤى لا تقدر بثمن حول الجهود المعرفية التي تنطوي عليها القراءة، مما يوفر مسارًا واضحًا لتحسين الاستراتيجيات والسياسات التعليمية.

ويؤكد الدعم المالي الحكومي لهذا البحث التزام سلطنة عمان بالابتكار من خلال الاستثمار الاستراتيجي في البحث العلمي.

وبميزانية قدرها 22600 ريال عماني، حرصت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على توفير الموارد الكافية للمشروع.

يدعم التمويل اقتناء الأجهزة والبرامج الأساسية وتمكين فريق بحثي متعدد التخصصات من جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية ووزارة التعليم.

ويتكامل خبرة الدكتور المقبالي في مجال تكنولوجيا المعلومات مع مساهمات الدكتور بدر السناني والدكتور علي الريامي، المتخصصين في دراسات اللغة العربية، والدكتورة رقية الشيزاوي، خبيرة التعليم من وزارة التربية والتعليم.

ويجسد هذا التعاون بين المتخصصين في التكنولوجيا والتعليم النهج الشامل الذي تنتهجه سلطنة عمان في تطبيق الذكاء الاصطناعي في البحث التعليمي.

كشفت الدراسة عن تباين كبير في السلوكيات البصرية بين القراء الفعالين، والقراء المتعثرين، وغير القراء.

أظهر القراء الفعّالون فترات تثبيت أطول وسرعات ذروة حركات العين السريعة، مما يشير إلى أنماط قراءة أكثر كفاءة. وعلى النقيض من ذلك، أظهر القراء المتعثرون وغير القراء فترات تثبيت أقصر وسرعات أقل، مما يؤكد الحاجة إلى تدخلات مستهدفة.

وبالإضافة إلى ذلك، سلط البحث الضوء على وجود ارتباط قوي بين قدرات القراءة لدى الطلاب وبيئاتهم المنزلية.

إن القراء الفعّالين، الذين أظهروا أنماطًا بصرية أكثر كفاءة، غالبًا ما يأتون من أسر تتمتع بمشاركة نشطة من الوالدين في التعليم. وعلى العكس من ذلك، فإن القراء المتعثرين كانوا أكثر عرضة للنشأة في أسر ذات مشاركة أقل ثباتًا من الوالدين. وتؤكد هذه النتائج على الدور الحيوي للدعم الأسري في تنمية مهارات القراءة والكتابة في وقت مبكر.

كما وجدت الدراسة أن التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة يؤثر بشكل كبير على قدرات القراءة في السنوات الأولى. ومع ذلك، بحلول السنة الرابعة، يتضاءل تأثير مرحلة ما قبل المدرسة، ويصبح دعم الوالدين وجهود الطلاب ودعم المدرسة العوامل المهيمنة في تطوير القراءة.

ومن المتوقع أن يكون لنتائج هذا البحث تأثير عميق على الممارسات والسياسات التعليمية في عُمان. وسيتم تبادل الأفكار المكتسبة من الدراسة من خلال ورش العمل والمنشورات، وتقديم توصيات قابلة للتنفيذ للمعلمين وصناع السياسات وأولياء الأمور. ومع استمرار عُمان في إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في التعليم، من المتوقع أن تؤدي النتائج النهائية لهذا البحث، المتوقع صدورها في أوائل عام 2025، إلى دفع المزيد من الابتكارات ورفع مستوى النظام التعليمي في عُمان، مما يشكل سابقة للعالم العربي الأوسع.

الدكتور هلال المقبالي

الدكتور هلال المقبالي

مواضيع مشابهة

القوات الجوية العمانية تنقل جثث ستة من ضحايا حادث صلالة

bayanelm

سلطنة عمان تشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب

bayanelm

مهرجان Sur Maritime Sports يوفر منصة للسباحين المبتدئين

bayanelm